فصل: فصل في التفسير الموضوعى للسورة كاملة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة يونس: آية 27]:

{وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (27)}
وقوله سبحانه: {كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا}. على قراءة من قرأ بتحريك الطاء. وهذه استعارة. لأن الليل على الحقيقة لا يوصف بأن له قطعا متفرقة، وأجزاء متنصفة. وإنما المراد- واللّه أعلم- أن الليل لو كان مما يتبعض وينفصل لأشبه سواد وجوههم أبعاضه وقطعه. ونصب سبحانه: {مظلما} على أنه حال من الليل.
وفيه زيادة معنى. لأن الليل قد سمى ليلا وإن كان مقمرا، فإنما قال سبحانه: {مظلما}، على أن التشبيه إنما وقع به أسود ما يكون جلبابا، وأبهم أثوابا.

.[سورة يونس: آية 67]:

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67)}
وقوله سبحانه: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِرًا}.
وهذه استعارة عجيبة. وقد أومأنا إلى نظيرها فيما تقدم. وذلك أنه سبحانه- إنما سمّى النهار مبصرا، لأن الناس يبصرون فيه، فكأن ذلك صفة الشيء بما هو سبب له، على طريق المبالغة. كما قالوا: ليل أعمى، وليلة عمياء. إذا لم يبصر الناس فيها شيئا لشدة إظلامها.

.[سورة يونس: آية 71]:

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ (71)}
وقوله: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً}. على قراءة من قرا: فَأَجْمِعُوا. من الجمع، لا على قراءة من قرأ:
فَأَجْمِعُوا من الإجماع. وهذه استعارة. والمعنى: اشتوروا في أمركم، وأجمعوا له بالكم، وبالغوا في قدح الرأى بينكم، حتى لا يكون أمركم غمة عليكم. أي مغطى تغطية حيرة، ومبهما إبهام جهالة، فيكون عليكم كالغمة العمياء، والطخية الظلماء.
وذلك مأخوذ من قولهم: غمّ الهلال. إذا تغطى ببعض الموانع التي تمنع من رؤيته. ثم افعلوا بي ما أنتم فاعلون.
وهذه حكاية لقول نوح عليه السلام لقومه. ويخرج الكلام منه على الاستقلال لكيدهم، وقلة الحفل باستجماعهم واحتشادهم.

.[سورة يونس: آية 88]:

{وَقالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالًا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (88)}
وقوله سبحانه: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ}. وهذه استعارة. لأن حقيقة الطمس محو الأثر. من قولهم: طمست الكتاب. إذا محوت سطوره. وطمست الريح ربع الحىّ. إذا محت رسومه. فكأنّ موسى عليه السلام إنما دعا اللّه سبحانه بأن يمحو معارف أموالهم بالمسح لها، حتى لا يعرفوها، ولا يهتدوا إليها، وتكون منقلبة عن حال الانتفاع بها، لأن الطمس تغيّر حال الشيء إلى الدثور والدروس.
وقوله تعالى: {وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ} استعارة اخرى. إما أن يكون المراد بها ما يراد بالختم والطبع. لأن معنى الشد يرجع إلى ذلك. أو يكون المراد به تثقيل العقاب على القلوب، بالإيلام لها، ومضاعفة الغم والكرب عليها. ويكون ذلك على معنى قول النبي صلّى اللّه عليه وسلم: «اللّهمّ اشدد وطأتك على مضر» أي غلّظ عليهم عقابك، وضاعف عليهم عذابك.

.[سورة يونس: آية 105]:

{وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105)}
وقوله سبحانه: {وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [105] وهذه استعارة. وقد أومأنا إلى مثلها فيما تقدم. والمراد بها: استقم على دينك، واثبت على طريقك. وخص الوجه بالذكر، لأن به يعرف توجه الجملة نحو الجهة المقصودة وقد يجوز أن يكون المراد بذلك- واللّه أعلم- أقم وجهك أي قوّمه نحو القبلة التي هي الكعبة. مستمرا على لزومها، وغير منحرف عن جهتها. اهـ.

.فصل في التفسير الموضوعى للسورة كاملة:

قال محمد الغزالي:
سورة يونس:
سورة يونس مكية، تشبه سورتى الأنعام والإسراء في موضوعها: وهو التعريف بالله عن طريق النظر في ملكوته، والتأمل في خلقه. وعندى أن الأسلوب المكى الذي اتجه أول ما اتجه إلى الوثنيين قدير على تحريك العقل، وإشعال الفكر الخامد، ودفع الناس بقوة إلى ربهم. والاعتماد عليه، يصلح عند مخاطبة العلمانيين والماديين وأحزاب الملاحدة الأخرى. إن من خصائص القرآن العامة في طوريه المكى والمدنى أنه كتاب إنسانى يهيب بالبشر أن يصحوا من غفلاتهم، ويتعرفوا على ربهم ويستعدوا للقائه. ورعاية مقتضى الحال جعلته يناقش الكتابيين فيما أثاروا من قضايا واختلقوا من بدع، وذلك ظهر جليا في الطور المدنى. أما عبدة الأصنام فإن المنطق الحى كان يسيطر عليهم، والعمل للدنيا وحدها هو ما يشغلهم! وهذه أمراض تشبه ما وفدت به الحضارة الحديثة، فإن الناس في أوروبا وأمريكا- وحيث امتدت هذه الحضارة- لا يهتمون بالله ولا بلقائه. والأديان القديمة لا تترك في نفوسهم أثرا ذا بال، إنهم يعبدون الحياة وحسب ويتركون لرجال الكهنوت مكانا يتحركون فيه حسب مواريثهم التي يؤمنون بها، وهى مواريث قلما تؤمن بمنطق العقل والعدل ومن المضحك أن أحد سماسرة الفكر الاستشراقى زعم أن الأسلوب المكى عاطفى، وأن المدنى عقلانى، لأنه تأثر بالجو العلمى عند أهل الكتاب. فلما أراد الاستدلال على المنطق العلمى للقرآن المدنى جاء بآية مما نزل بمكة المكرمة!! جاء بقوله تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون}! فانظر إلى هذا الطمس، والقرآن عموما يؤكد أن الوجود الأول الذي نعيش فيه تمهيد لوجود آخر سوف نبعث فيه، وأن الذين يعرفون الله هنا سوف يعرفونه هناك. يمكن أن نقول: إنه وجود واحد نحس مبادئه هنا أيام التكليف والمعاناة، ونحس نهايته هناك أيام الحساب والمجازاة. والحضارة العصرية ترفض ذلك كله. نحن هنا نسبح بحمد الله، ونشكر آلاءه، ونقوم بواجباته، أما هناك فإن التسبيح والتحميد وأداء الواجبات سيكون طبيعة فينا لا تقترن بمعاناة أو تكلف! {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين}.
من أنس بالله هنا أنس به هناك، وسعد في جواره! أما من أنكره هنا فماذا ينتظر هناك؟!. إن الاستغراق في عبادة اليوم الحاضر، والذهول التام عما وراءه ديدن الحضارة الغربية. وخدم الديانات الأولى يرددون ألفاظا لا تقدم ولا تؤخر في مسير هذه الحضارة.
{إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون}. والمنطق المادى يستغرب القرآن الكريم، أو يستغرب الوحى كله، لأنه مادى لا ينظر إلى السماء أبدا إلا عند التفكير في غزو الكواكب..!! إنه كفر شديد الغرور. وقد بدأت سورة يونس بتصوير هذا الموقف: {تلك آيات الكتاب الحكيم أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين}! إن الإيمان من قبيل البداهات السهلة، وما عكر مورده إلا كهان محترفون أو جهال معاندون. وفى هذه السورة نرى الرباط وثيقا بين الإيمان والصلاح، فلابد مع الإيمان من عمل صالح، قال تعالى: {ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط} وقال: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم}. وبعد قليل قال: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} والإحسان هو مجموع الإيمان الواضح، والعمل الصالح عندما يسيران معا في الحياة على ضوء من شهود الله ورقابته. وقد عرفت السورة أولياء الله بأنهم الجامعون بين اليقين والتقوى: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون}.
وتدبر ما جاء على لسان النبي صلى الله عليه وسلم: {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم}.
وقوله تعالى: {والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم...} وقوله: {إن الله لا يصلح عمل المفسدين}.
إن الأمة الإسلامية لم تستثن من جملة الأمم الأخرى، ولم تنل شيئا من المحاباة، بل قيل لها: إن الجزاء من جنس العمل. وإذا كانت الأمم البائدة قد جنت ما غرست، وذاقت ما قدمت، فإن المسلمين معاملون بالمنطق نفسه {ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون}.
ومضت السورة حتى خواتيمها تؤكد هذه الحقيقة: {قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله...}.
قارن بين هذا الختام العادل المنصف، وبين ما قيل للرسولى أول السورة: {أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم} تجد أن وظيفة محمد إقامة العدل وإحقاق الحق وإبطال الباطل وأنه- في هذه السورة- يكوّن أمة لا تختال ولا تغتال، بل أمة تعرف ربها وتُعرف به، وتمشى على صراطه، وتطمئن إلى لقائه. أمة تتجنب سيرة الفراعنة الذين ذكر فيها نبؤهم، فلا تغتر بثروة أو سلطة، بل تحارب الجبروت والطاغوت، ونقول مع موسى وهو يدعو ربه: {ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم}. لو سأل أحد: من ربنا الذي كلفنا بعبادته وسنعود للقائه بعد انتهاء آجالنا في هذه الدنيا؟ لكان الجواب: ماجاء في سورة يونس {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون} إن هذا جواب مجمل يحتاج إلى تفصيل تولته آيات أخرى في السورة نفسها، إن هناك ألوفا مؤلفة من الأفواه القاضمة والبطون الهاضمة. ترى من هيأ لها أرزاقها ومن حول هذه الأرزاق إلى لحم وشحم وعيون وآذان؟.
من جعل العيون تبصر، والآذان تسمع؟ إن هذه الحواس النفيسة أجهزة محكمة معقدة في كيان واحد، فكيف صاغتها القدرة في ملايين من الكائنات؟ {قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون}؟. إن الفلاح يضع حبة واحدة في الطين فتخرج له ألف حبة!! من حول الحمأ الكريه الطعم والرائحة إلى قمح أو أرز أو ذرة يستحلى طعمها ورائحتها؟. من حول المخففات العضوية إلى قصب سكر؟ وإلى أزهار وورود ترف عليها ألوان الطيف، وتفوح منها أنواع العطور؟ {فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون} والغريب أن بعض الناس بدل أن يسير في الأرض فيبحث كيف بدأ الخلق انتكس على رأسه ورأى أن يبحث في ذات الخالق يحاول أن يعرف كنهها!. إنه يفر من وظيفته الطبيعية، ويستر بطالته القبيحة بعمل باطل!. وقد كان هذا الانتكاس من أسباب غروب الحضارة الإسلامية وانهزامها العالمى. ونحن مع التفويض في فهم آيات الصفات! فإنا نوقن بأن الله استوى على عرشه استواء يليق به، وشرع يدبر بحكمته شئون العالم الذي خلقه من غير شريك ولا معين، ويستحيل أن يستعين الخالق بالمخلوق، والقادر بالعاجز. وعلى الناس كلهم أن يعرفوا هذه الحقيقة، فلا يتجهوا في دعائهم إلى أحد سواه. وقد عاب القرآن الكريم على الجهال الذين يفعلون ذلك: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون}. والواقع أن البشر- وفى مقدمتهم الرسل- والملائكة- وفى مقدمتهم جبريل- عبيد لله، عانون لحكمه، خاضعون لسلطانه: {لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون}. ومع صحة العقيدة تصح العلاقة الإنسانية بالله جل شأنه ويكسب المرء الوجود الدائم في الحياة الباقية، وتتحول الدنيا إلى ذكريات حسنة.
إن عشرات السنين في عمر الفرد، أو عشرات القرون في تاريخ الدول تتحول إلى أصول عارضة أو ساعات قلائل: {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم...}.
لكن ساعة التعارف هذه بعيدة المدى فيما تُعقب من أحزان أو أفراح، ولذلك يقول ابن القيم: فحى على جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيها المخيم! ولما كان عقاب الخطأ قد يطول انتظاره، فإن بعض الناس يحسب هذا الطول إهمالا لا إمهالا. كان اليهود قديما يُحيون المسلمين فيقولون لهم: السام عليكم، أى: الهلاك، ويحسبون أنهم بذلك بلغوا أملهم: {... وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير}.